ولا تعارُض بين هذا وما تقدّم مِن الغارة على الأعداء ليلاً، فهذا يختلف حسبما تقتضيه الحاجة، ويتطلّبه الحال، ويُقدّره القائد، والله -تعالى- أعلم.
عن سلَمة بنِ الأكوع -رضي الله عنه- قال: "لمّا كان يومُ خيبر، قاتل أخي قتالاً شديداً مع رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، فارتدَّ عليه سيفه فقَتَلَه، فقال أصحاب رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - في ذلك، وشكّوا فيه؛ رجل مات في سِلاحه، وشكّوا في بعض أمرِه.
قال سَلَمَة: فقفَل رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - مِن خيبر، فقلتُ يا رسول الله ائذَن لي أن أرجُزَ لك فأَذِن له رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فقال: عمر بن الخطاب أعلم ما تقول، قال: فقلت:
والله لولا اللهُ ما اهتدَيْنا ... ولا تصدَّقْنا ولا صَلَّينا
فقال رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: صدَقْتَ.
وأنزِلَن سكينةً علينا ... وثبِّتِ الأقدام إنْ لاقينا
والمشركون قد بغَوا علينا
قال: فلمّا قضيتُ رَجَزِي قال رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: مَن قال هذا؟ قلت: قاله