ينبغي اجتناب أمرين، وإنْ تتابع الناس عليهما:

1 - الاجتماع للتعزية في مكانٍ خاصّ؛ كالدار أو المقبرة أو المسجد.

2 - اتخاذ أهل الميت الطعام؛ لضيافة الواردين للعزاء.

فعن جرير بن عبد الله البَجَلي -رضي الله عنه- قال: "كنّا نعُدُّ (وفي رواية: نرى) الاجتماع إِلى أهل الميت، وصنيعة الطعام بعد دفنه من النياحة" (?).

قال شيخنا -رحمه الله- (ص 210): "قال النووي في "المجموع" (5/ 306): وأمّا الجلوس للتعزية؛ فنصّ الشافعي -والمصنّف [أي: الشِّيرازيّ] وسائر الأصحاب على كراهته، قالوا: يعني بالجلوس لها: أن يجتمع أهل الميت في بيت، فيقصدهم من أراد التعزية.

قالوا: بل ينبغي أن ينصرفوا في حوائجهم، فمن صادفهم عزّاهم، ولا فرق بين الرجال والنساء في كراهة الجلوس لها".

ونصُّ الإِمام الشافعي الذي أشار إِليه النووي: هو في كتاب "الأم" (1/ 248): "وأكره المآتم، وهي الجماعة، وإِنْ لم يكن لهم بكاءٌ؛ فإِنّ ذلك يُجدِّد الحزن، ويكلّف المُؤْنَة (?)، مع ما مضى فيه من الأثر.

كأنّه يُشير إِلى حديث جرير هذا [كنّا نعد الاجتماع إِلى أهل الميت وصنيعة الطعام بعد دفنه من النّياحة]، قال النووي: "واستدلّ له المصَنِّف وغيره بدليل آخر؛ وهو أنّه مُحدَث".

طور بواسطة نورين ميديا © 2015