أمتنا الإسلامية في قرنها الخامس عشر الهجري بشرائحها المختلفة، وثقافاتها المتنوعة، تتوق إلى جمع للسنة النبوية، يعزز حجيتها، ويدحر تشكيكات مبغضيها، ويؤمنها من عبث العابثين.
وللوصول إلى مجمل أحاديث الرسول صلى الله عليه وعلى آله وسلم الخمسة عشر ألفاً، التي تشمل جميع أقواله، وأفعاله، وتقريراته، وإقراراته، لا بُد من استيعاب أكثر من تسعمائة وتسعين مصنف حديثي، بمجلداتها الألفين والتسعمائة مجلد، وصفحاتها التي تتجاوز المليون صفحة، ثم إبراز متونها في معلمة للهدي النبوي: محققة، ومبوبة، ومفهرسة. معلقاً عليها بما يوضح المفاهيم، ويرسخ الدلائل الإيمانية، ومكملة ببيان الأحكام المستنبطة.
وإنني لأحمد الله سبحانه وتعالى الذي مكنني في أن أنهج نهجاً فردياً؛ في عمل ظهر منه الأجزاء التالية: (الطهارة، والزكاة، والحج والعمرة، والهدي، والأضاحي، والحرمان الشريفان، والأقصى المبارك، وصلاة الجمعة، والزواج، والطلاق، والعدد) ، استخرجتها من ستمائة مصنف حديثي، مستعيناً بالله عزوجل، ومنتهجاً أفضل الطرق التي تمكنني من تحقيق الهدف، معتبراً الإمكانات الواقعية في التنفيذ. مستنصحاً ذوي الشأن الحديثي، والفكر الإسلامي الذين أسهموا إسهاماً كبيراً، في تدعيم بنيانه، وتقويم أعمدته، ظهر كل ذلك في الإصدارات المتتالية المنقّحة، والمزيدة، والمصححة.