ولد عليه الصلاة والسلام في يوم الإثنين من شهر ربيع الأول، وذلك بلا خلاف. ففي صحيح مسلم عن أبي قتادة الأنصاري رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سُئِلَ عَنْ صَوْمِ يَوْمِ الاِثْنَيْنِ قَالَ «ذَاكَ يَوْمٌ وُلِدْتُ فِيهِ وَيَوْمٌ بُعِثْتُ أَوْ أُنْزِلَ عَلَىَّ فِيهِ». وجاء عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه قال: (ولد رسول الله صلى الله عليه وسلم عام الفيل). قال خليفة بن خياط: (والمجمع عليه أنه عليه السلام ولد عام الفيل). وهو العام الذي حدثت فيه الحادثة المشهورة - التي كانت قبل الهجرة بثلاث وخمسين سنة - من قدوم أبرهة الحبشي إلى مكة ليهدم الكعبة وإرسال الله تعالى عليه طيرا أبابيل. وروى ابن إسحاق عن نفر من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم قالوا له: يا رسول الله أخبرنا عن نفسك. قال: (نعم أنا دعوة أبي إبراهيم وبشرى عيسى ورأت أمي حين حملت بي أنه خرج منها نور أضاء لها قصور الشام). قال الألباني: وإسناده جيد قوي. وكانت ولادته صلى الله عليه وسلم بعد وفاة والده عبد الله، حيث كان حملا في بطن أمه حين توفي والده، فنشأ صلى الله عليه وسلم يتيما. قال المباركفوري: (وقد روي أن إرهاصات بالبعثة وقعت عند الميلاد، فسقطت أربع عشرة شرفة من إيوان كسرى، وخمدت النار التي يعبدها المجوس، وانهدمت الكنائس حول بحيرة ساوة بعد أن غاضت، روى ذلك الطبري والبيهقي وغيرهما. وليس له إسناد ثابت، ولم يشهد له تاريخ تلك الأمم مع قوة دواعي التسجيل).
£