€1338¤1919¥
عندما بدأ الاحتلال الإيطالي لليبيا وتخلت عنهم الدولة العثمانية، بقي المجاهدون وحدهم في ميدان القتال، فالتقوا في عدة معارك مع الطليان، وكان الليبيون قد دحروا القوات الإيطالية حتى حاولوا الهجوم على الإنكليز بمصر لكنهم فشلوا وتنازل أحمد شريف عن زعامة الحركة السنوسية لابن عمه محمد إدريس الذي هزم الطليان في عدة معارك، واضطروا إلى إبرام اتفاقية معه اعترفوا له فيها بنفوذه على المناطق وتعهدوا بإبقاء المحاكم الشرعية والعناية بالقرآن وعدم التعرض للزوايا السنوسية والسماح بالمبادلات التجارية، ثم عقد مؤتمر في مدينة غريان عام 1338هـ ضم ممثلين عن جميع أبناء البلاد عدا البربر واتفقوا على توحيد الجهاد، فخاف الطليان من نتائج ذلك، فاضطروا للاعتراف بمحمد إدريس السنوسي أميرا على المناطق الداخلية، حرصا منهم على كسب الوقت للاستعداد وحشد القوات، فعقد الليبيون مؤتمرا آخر في العام التالي في سرت حضره ممثلون عن السنوسيين وعن طرابلس وتمت البيعة فيه لمحمد إدريس السنوسي، وعاد القتال ولم يستطع المجاهدون مقاومة الحشود الجرارة فاحتل الطليان طرابلس وقضوا على جمهورية ليبيا الأولى عام 1342هـ / 1923م أما برقة فكانت قيادتها تحت عمر المختار الذي أحرز كثيرا من الانتصارات في الجبل الأخضر الذي احتله الطليان أخيرا.
£