الثقافية، وإن شئت فقل إنه من باب (الضحك على الذقون) - كما نقول في العامية المصرية - وإلهاء الطفل بدمية أو قطعة حلوى لاستدراجه إلى أن يسمع لك ويدور في فلكك، وحتى يعطي المقادة من نفسه معصوب العينين، مشلول الخطى كالذي وقع في أخذة الساحر.
وآية ذلك أنهم على كثة ما ترجوا لأدبائنا لم يعترفوا لواحد منهم بريادة أو نباهة ترشحه للحصول على جائزة من جوائزهم، كجائزة نوبل مثلاً.
ثم كانت البلية التي دونها كل بلية في خضوعنا للفكر الغربي في درس علوم اللسان العربي؛ نحواً وصرفاً ولغة. وما كان ينبغي لهذه العلوم أن تخضع لتلك التأثيرات الغربية (?) ؛ لأن درسها قائم على نصوصنا من القرآن الكريم وكلام العرب الفحصاء، والشعر العربي في عصور الاحتجاج به. والمصنفون في علوم اللسان العربي قد أوفوا على الغاية من وضع الأصول والمطولات والمختصرات والمتون. حتى أصول هذا العلم الذي نقله اللغويون المحدثون عن الغرب، وأكثروا الضجيج حوله، وهو (علم الأصوات) ، وأقاموا له المعامل والتسجيلات، وقد وضعت أصوله عربية خالصة، منذ الخليل بن أحمد الفراهيدي، وسيبويه، ثم نما على يد أبي علي الفارسي، وتلميذه أبي الفتح بن جنى، ومن جاء بعدهما، وهو من قبل ذلك ومن بعده يعرفه اصغر شيخ في كتاب من كتاتيب القرى المصرين، ويلقنه للصغار، ويعالج أصوله معهم بالتلقى والمحاكاة، واجلس