وقد جعل الزركلي ميزان الاختيار عنده: "أن يكون لصاحب الترجمة علم تشهد به تصانيفه، أو خلافة أو ملك أو إمارة، أو منصب رفيع - كوزارة أو قضاء - كان له فيه أثر بارز، أو رياسة مذهب، أو فن تميز به، أو أثر في العمران يذكر له، أو شعر، أو مكانة يتردد بها أسمه، أو رواية كثيرة، أو يكون أصل نسب، أو مضرب مثل. وضابط ذلك كله: أن يكون ممن يتردد ذكرهم، ويسأل عنهم " (?) .
وقد أفسح الزركلى في كتابه، مكاناً لهؤلاء النفر من المستشرقين، الذين قدموا خدمة للعربية، في مجال الدراسات ونشر النصوص.
ومحاسن هذا الكتاب كثيرة، وإن فأتنى ذكر هذه المحاسن مجتمعة، فإني أشير إلى أبرزها:
1- الدقة البالغة في تحرير الترجمة، وإبراز أهم ملامح العلم المترجم.
2- ذكر ما قد يكون من خلاف، في الاسم (?) ، والمولد والوفاة، ونسبة الكتب (?) مع اتخاذ مواقف الحسم، أو الترجيح.
3- تنقية بعض كتب التراجم مما علق بها، من وهم، أو تصحيف، أو تحريف.