وَالنَّجْمِ إِذا هَوى (?) ما ضَلَّ صاحِبُكُمْ وَما غَوى (?) وَما يَنْطِقُ عَنِ الْهَوى (?) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحى «1» .
2- كان رسول الله- صلوات الله وسلامه عليه- فى جميع أحواله حركة وسكونا، إشارة ونطقا، قلبا وقالبا، يمثل القرآن الكريم، وقد كان- صلوات الله وسلامه عليه- تطبيقا للقرآن، لقد لبس القرآن ظاهرا وباطنا، لقد كان قرآنا.
ولقد وصفته السيدة عائشة رضى الله عنها وصفا دقيقا حينما سئلت عن خلقه، فقالت: «كان خلقه القرآن» .
ومن كان خلقه القرآن كان أسوة، وكان قدوة، وكان على خلق عظيم، ومن هنا وصف الله سبحانه وتعالى له إذ يقول:
وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ «2»
والحق، أننا حينما نريد أن نكون صورة واضحة تامة عن رسول الله، - صلوات الله وسلامه عليه-، فإن الطريق الوحيد لذلك: إنما هو الإحاطة بالقرآن إحاطة واضحة تامة، والإحاطة بالقرآن على هذا النسق ليست من السهولة بمكان، بل ليست بممكنة: فالقرآن فى كل يوم يتفتح عن معان جديدة للإنسانية، ويتفتح عن معان جديدة للشخص المتأمل المتدبر: وهذه المعانى الجديدة: - إنسانية عامة، أو فردية شخصية- إنما هى إيضاح وتفسير للصورة النبوية الكريمة.
والعكس أيضا صحيح، فإن المتدبر المتأمل فى الصورة النبوية الكريمة عن طريق السيرة الصحيحة، والأحاديث المعتمدة، يفهم عن الرسول- صلوات الله وسلامه عليه- كل يوم جديدا، وهذا الفهم إنما هو تفسير وإيضاح لجوانب من القرآن الكريم.
لقد امتزج الرسول- صلوات الله وسلامه عليه- بالقرآن- كما قدمنا- روحا وقلبا وجسما، وامتزج القرآن به عقيدة وأخلاقا وتشريعا: فكان، - صلوات الله وسلامه عليه-، قرآنا يسير فى الناس، وكان القرآن روحا ينتقل، وكان قلبا ينبض، وكان لسانا ينطق بالهداية والإرشاد.
ولقد كان- صلوات الله وسلامه عليه- حريصا كل الحرص على أن يكون خلق الأمة الإسلامية القرآن، لقد عمل على ذلك طيلة بعثته.
ويحدثنا القرآن الكريم عن موقف الرسول- صلوات الله وسلامه عليه- من الأمة فيقول سبحانه:
لَقَدْ جاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ ما عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَؤُفٌ رَحِيمٌ «3» .
صلوات الله وسلامه عليك يا سيدى يا رسول الله.
ويتحدث- صلوات الله وسلامه عليه- عن حرصه الشديد على هداية أمته فيقول: