يقولون يحكى البدر فى الحسن وجهه ... وبدر الدجى عن ذلك الحسن ينحط

كما شبهوا غصن النقا (?) بقوامه ... لقد بالغوا فى المدح للغصن واشتطوا

فقد حصل للبدر والغصن غاية من الفخر بهذا التشبيه، على أن هذه التشبيهات الواردة فى صفاته- صلى الله عليه وسلم- إنما هى على عادة الشعراء والعرب، وإلا فلا شىء فى هذه التشبيهات المحدثات يعادل صفاته الخلقية والخلقية، ولله در إمام العارفين سيدى محمد وفا الشاذلى المالكى حيث قال:

كم فيه للأبصار حسن مدهش ... كم فيه للأرواح راح مسكر

سبحان من أنشاه من سبحاته ... بشرا بأسرار الغيوب يبشر

قاسوه جهلا بالغزال تغزلا ... هيهات يشبهه الغزال الأحور

هذا وحقك ما له من مشبه ... وأرى المشبه بالغزالة يكفر

يأتى عظيم الذنب فى تشبيهه ... لولا لرب جماله يستغفر

فخر الملاح بحسنهم وجمالهم ... وبحسنه كل المحاسن تفخر

فجماله مجلى لكل جميلة ... وله منار كل وجه نير

جنات عدن فى جنى وجناته ... ودليله أن المراشف كوثر

هيهات ألهو عن هواه بغيره ... والغير فى حشر الأجانب يحشر

كتب الغرام على فى أسفاره ... كتبا تؤول بالهوى وتفسر

فدع الدعى وما ادعاه فى الهوى ... فدعيه بالهجر فيه يهجر

وعليك بالعلم العليم فإنه ... لخطيبه فى كل خطب منبر

وأما بصره الشريف- صلى الله عليه وسلم- فقد وصفه الله فى كتابه العزيز بقوله: ما زاغَ الْبَصَرُ وَما طَغى (?) .

وعن ابن عباس- رضى الله عنهما- قال: كان رسول الله- صلى الله عليه وسلم- يرى بالليل فى الظلمة كما يرى فى النهار فى الضوء (?) . رواه البخارى.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015