وكان- صلى الله عليه وسلم- يكرم العباس بعد إسلامه ويعظمه، ووصفه- عليه السّلام- فقال:
«أجود الناس كفّا، وأحناه عليهم» رواه الفضائلى وفى معجم البغوى:
«العباس عمى وصنو أبى، من آذاه فقد آذانى» (?) وفى الترمذى نحوه، وقال:
حسن صحيح.
وذكر السهمى فى الفضائل: أن العباس أتى النبى- صلى الله عليه وسلم- فلما رآه قام إليه، وقبل ما بين عينيه، ثم أقعده عن يمينه ثم قال: «هذا عمى فمن شاء فليباه بعمه» فقال العباس: نعم القول يا رسول الله، قال «ولم لا أقول هذا، أنت عمى وصنو أبى وبقية آبائى ووارثى وخير من أخلف من أهلى» وقال له صلى الله عليه وسلم- «يا عم لا ترم منزلك أنت وبنوك غدا حتى أتيكم فإن لى فيكم حاجة» فلما أتاهم اشتمل عليهم بملاءة ثم قال: «يا رب، هذا عمى وصنو أبى وهؤلاء أهل بيتى فاسترهم من النار كسترى إياهم بملاءتى هذه» قال: فأمنت أسكفة الباب وحوائط البيت فقالت: آمين آمين آمين. رواه ابن غيلان، وأبو القاسم حمزة، والسهمى، ورواه ابن السرى وفيه: فما بقى فى البيت مدرة ولا باب إلا أمن. ورواه الترمذى من حديث ابن عباس بلفظ «فألبسنا كساء» ثم قال: «اللهم اغفر للعباس وولده مغفرة ظاهرة وباطنة لا تغادر ذنبا، اللهم احفظه فى ولده» (?) ، وقال حسن غريب.
وعند ابن عبد الباقى من حديث أبى هريرة: «اللهم اغفر للعباس ولولد العباس ولمن أحبهم» (?) .
وفى تاريخ دمشق من حديث ابن عباس عن أبيه أن رسول الله- صلى الله عليه وسلم- قال له فى فتح مكة «اللهم انصر العباس وولد العباس» قالها ثلاثا ثم قال: