الخبير هو النبى- صلى الله عليه وسلم-. وقال غيره: بل السائل النبى- صلى الله عليه وسلم- والمسئول الله عز وجل، فالنبى- صلى الله عليه وسلم- خبير بالوجهين المذكورين، قيل لأنه- عليه الصلاة والسلام- عالم على غاية من العلم بما أعلمه الله من مكنون علمه، وعظيم معرفته، مخبر لأمته بما أذن فى إعلامهم به. انتهى.

وأما «العظيم» فقال الله تعالى فى شأنه: وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ (?) .

ووقع فى أول سفر من التوراة عن إسماعيل: وسيلد عظيما لأمة عظيمة. فهو صلى الله عليه وسلم- عظيم وعلى خلق عظيم.

وأما «الشاكر» و «الشكور» فقد وصف- صلى الله عليه وسلم- نفسه بذلك فقال: «أفلا أكون عبدا شكورا» أى: أأترك تهجدى فلا أكون عبدا شكورا؟! والمعنى: أن المغفرة سبب لكون التهجد شكرا، فكيف أتركه؟ وعلى هذا فتكون «الفاء» للسببية. وقال القاضى عياض: شكورا أى: معترفا بنعم ربى، عالما بقدر ذلك، مثنيا عليه، مجهدا نفسى فى الزيادة من ذلك، لقوله تعالى: لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ (?) .

وأما «الشكار» فهو أبلغ من شاكر، وفى حديث ابن ماجه أنه- صلى الله عليه وسلم- كان من دعائه: «رب اجعلنى لك شكارا» (?) .

وأما «الكريم» و «الأكرام» و «أكرم ولد آدم» فسماه الله تعالى به فى قوله تعالى: إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ (?) . أي محمد- صلى الله عليه وسلم-، وليس المراد به جبريل، لأنه تعالى لما قال: إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ ذكر بعده أنه ليس بقول

طور بواسطة نورين ميديا © 2015