رابعة، كما ثبت فى حديث عائشة وذلك يوم الأحد. وهذا يؤيد أن خروجه من المدينة كان يوم السبت، كما تقدم، فيكون مكثه فى الطريق ثمانى ليال، وهى المسافة الوسطى.

وخرج معه- عليه السّلام- تسعون ألفا، ويقال مائة ألف وأربعة عشر ألفا، ويقال أكثر من ذلك، كما حكاه البيهقى.

ويأتى الكلام على حجة الوداع وما فيها من المباحث فى مقصد العبادات إن شاء الله تعالى.

ثم سرية أسامة بن زيد بن حارثة (?) إلى أهل أبنى بالشراة ناحية بالبلقاء، وكانت يوم الاثنين لأربع ليال بقين من صفر، سنة إحدى عشرة.

وهى آخر سرية جهزها النبى- صلى الله عليه وسلم- وأول شىء جهزه أبو بكر الصديق رضى الله عنه-، لغزو الروم مكان قتل أبيه زيد.

فلما كان يوم الأربعاء بدىء برسول الله- صلى الله عليه وسلم- وجعه، فحمّ وصدع، فلما أصبح يوم الخميس عقد لأسامة لواء بيده، فخرج بلوائه معقودا فدفعه إلى بريدة الأسلمى، وعسكر بالجرف. فلم يبق أحد من وجوه المهاجرين والأنصار إلا انتدب، فيهم أبو بكر وعمر.

فتكلم قوم وقالوا: يستعمل هذا الغلام على المهاجرين؟ فخرج رسول الله- صلى الله عليه وسلم- وقد عصب رأسه وعليه قطيفة، فصعد المنبر، فحمد الله وأثنى عليه ثم قال: «أما بعد، أيها الناس، ما مقالة بلغتنى عن بعضكم فى تأميرى أسامة، ولئن طعنتم فى إمارتى أسامة فقد طعنتم فى إمارتى أباه من قبله، وايم الله إن كان للإمارة لخليقا، وإن ابنه من بعده لخليق للإمارة، وإن كان لمن أحب الناس إلى، فاستوصوا به خيرا فإنه من خياركم» (?) . ثم نزل عن المنبر فدخل بيته. وذلك يوم السبت لعشر خلون من ربيع الأول سنة إحدى عشرة.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015