وفى البخارى من حديث عائشة، أن النبى- صلى الله عليه وسلم- قال: «من نوقش الحساب عذب» (?) .
وروى البزار عن أنس بن مالك عن النبى- صلى الله عليه وسلم- قال: «يخرج لابن آدم يوم القيامة ثلاثة دواوين: ديوان فيه العمل الصالح، وديوان فيه ذنوبه، وديوان فيه النعم من الله تعالى عليه، فيقول لأصغر نعمة- أحسبه قال من ديوان النعم-: خذى ثمنك من عمله الصالح، فتستوعب عمله الصالح وتقول: وعزتك ما استوفيت، وتبقى الذنوب والنعم، وقد ذهب العمل الصالح، فأراد الله أن يرحم عبدا، قال: يا عبدى، قد ضاعفت لك حسناتك، وتجاوزت عن سيئاتك- أحسبه قال: ووهبت لك نعمى-» (?) .
وروى الإمام أحمد بسند حسن عن أبى هريرة قال: قال رسول الله- صلى الله عليه وسلم-: «ليختصمن كل شئ يوم القيامة، حتى الشاتان فيما انتطحتا» (?) .
وعن أنس: بينا رسول الله- صلى الله عليه وسلم- جالس إذ رأيناه يضحك حتى بدت ثناياه، فقال له عمر: ما أضحكك يا رسول الله، بأبى أنت وأمى، قال:
«رجلان من أمتى جثيا بين يدى رب العزة، فقال أحدهما: يا رب خذ لى مظلمتى من أخى، فقال الله: كيف تصنع بأخيك ولم يبق من حسناته شئ؟
قال: يا رب فليتحمل من أوزارى» ، وفاضت عينا رسول الله- صلى الله عليه وسلم- بالبكاء ثم قال: «إن ذلك ليوم عظيم، يحتاج الناس أن يحمل عنهم من أوزارهم، فقال الله للطالب: ارفع بصرك فانظر، فقال: يا رب أرى مدائن من ذهب وفضة مكللة باللؤلؤ، لأى نبى هذا، أو لأى صديق هذا، أو لأى شهيد هذا؟