بهم بل هى لإراحة الجمع كلهم، وهى المقام المحمود كما تقدم، وكذلك باقى الشفاعات الظاهر أنه يشاركهم فيها بقية الأمم.
فالجواب: أنه يحتمل أن المراد الشفاعة العظمى التى للإراحة من هول الموقف وهى وإن كانت غير مختصة بهذه الأمة لكن هم الأصل فيها، وغيرهم تبع لهم، ولهذا كان اللفظ المنقول عنه- صلى الله عليه وسلم- فيها أنه قال: «يا رب أمتى أمتى» ، فدعا لهم فأجيب، وكان غيرهم تبعا لهم فى ذلك، ويحتمل أن تكون الشفاعة الثانية، وهى التى فى إدخال قوم الجنة بغير حساب هى المختصة بهذه الأمة، فإن الحديث الوارد فيها: «يدخل من أمتى الجنة سبعون ألفا بغير حساب» (?) ، الحديث. ولم ينقل ذلك فى بقية الأمم، ويحتمل أن يكون المراد مطلق الشفاعة المشتركة بين الشفاعات الخمس. وكون غير هذه الأمة يشاركونهم فيها أو فى بعضها لا ينافى أن يكون- صلى الله عليه وسلم- أخر دعوته شفاعة لأمته، فلعله لا يشفع لغيرهم من الأمم بل يشفع لهم أنبياؤهم، ويحتمل أن تكون الشفاعة لغيرهم تبعا كما تقدم مثله فى الشفاعة العظمى، والله أعلم.
وعن بريدة أن رسول الله- صلى الله عليه وسلم- قال: «إنى لأرجو أن أشفع يوم القيامة عدد ما فى الأرض من شجرة ومدرة» (?) رواه أحمد.
وعن ابن عباس أن النبى- صلى الله عليه وسلم- قال: «نحن آخر الأمم وأول من يحاسب، يقال: أين الأمة الأمية ونبيها، فنحن الآخرون الأولون» (?) ، رواه ابن ماجه.
وفى حديث ابن عباس عند أبى داود الطيالسى مرفوعا: «فإذا أراد الله