وأما الثالثة: وهى إدخال قوم حوسبوا أن لا يعذبوا، فيدل على ذلك قوله فى حديث حذيفة عند مسلم: ونبيكم على الصراط يقول: «رب سلم سلم» (?) .
وأما الرابعة: وهى فى إخراج من أدخل النار من العصاة، فدلائلها كثيرة، وقد روى البخارى عن عمران بن حصين مرفوعا: «يخرج قوم من النار بشفاعة محمد- صلى الله عليه وسلم- فيدخلون الجنة ويسمون الجهنميين» (?) .
وأما الخامسة: وهى فى رفع الدرجات، فقال النووى «فى الروضة» :
إنها من خصائصه- صلى الله عليه وسلم- ولم يذكر لذلك مستندا فالله أعلم.
وقد ذكر القاضى عياض شفاعة سادسة، وهى شفاعته- صلى الله عليه وسلم- لعمه أبى طالب فى تخفيف العذاب لما ثبت فى الصحيح أن العباس قال لرسول الله- صلى الله عليه وسلم-: إن أبا طالب كان يحوطك وينصرك ويغضب لك، فهل نفعه ذلك؟
قال: نعم، وجدته فى غمرات من النار فأخرجته إلى ضحضاح (?) . وفى الصحيح أيضا من طريق أبى سعيد أنه- صلى الله عليه وسلم- قال: «لعله تنفعه شفاعتى يوم القيامة فيجعل فى ضحضاح من النار يبلغ كعبيه يغلى منه دماغه» (?) .
وزاد بعضهم سابعة: وهى الشفاعة لأهل المدينة، لحديث سعد، رفعه:
«لا يثبت أحد على لأوائها إلا كنت له شهيدا أو شفيعا يوم القيامة» (?) .
وتعقبه الحافظ ابن حجر: بأن متعلقها لا يخرج عن واحد من الخمس