وفى حديث ابن عباس، عند الدارمى: لما نزلت: إِذا جاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ (?) دعا رسول الله- صلى الله عليه وسلم- فاطمة، وقال: «نعيت إلى نفسى» فبكت قال: «لا تبكى، فإنك أول أهلى لحوقا بى» ، فضحكت (?) . الحديث.
وروى الطبرانى من طريق عكرمة، عن ابن عباس قال: لما نزلت إِذا جاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ (?) نعيت إلى رسول الله- صلى الله عليه وسلم- نفسه، فأخذ بأشد ما كان قط اجتهادا فى أمر الآخرة. وللطبرانى أيضا، من حديث جابر: لما نزلت هذه السورة قال النبى- صلى الله عليه وسلم- لجبريل: «نعيت إلى نفسى» . فقال له جبريل:
وَلَلْآخِرَةُ خَيْرٌ لَكَ مِنَ الْأُولى (?) . وروى فى حديث ذكره ابن رجب فى «اللطائف» : أنه تعبد حتى صار كالشن البالى.
وكان- صلى الله عليه وسلم- يعرض القرآن كل عام على جبريل مرة، فعرضه ذلك العام مرتين، وكان- صلى الله عليه وسلم- يعتكف العشر الأواخر من رمضان كل عام فاعتكف فى ذلك العام عشرين، وأكثر من الذكر والاستغفار.
وقالت أم سلمة: كان- صلى الله عليه وسلم- فى آخر أمره لا يقوم ولا يقعد ولا يذهب ولا يجئ إلا قال: «سبحان الله وبحمده، أستغفر الله وأتوب إليه» ، فقلت له: إنك تدعو بدعاء لم تكن تدعو به قبل اليوم، فقال: «إن ربى أخبرنى أنى سأرى علما فى أمتى، وأنى إذا رأيته أن أسبح بحمده وأستغفره» ، ثم تلا هذه السورة (?) . رواه ابن جرير وابن خزيمة. وأخرج ابن مردويه من طريق مسروق عن عائشة نحوه.
وروى الشيخان من حديث عقبة بن عامر قال: صلى رسول الله- صلى الله عليه وسلم- على قتلى أحد بعد ثمان سنين كالمودع للأحياء وللأموات، ثم طلع