وما ادعاه من النفى مطلقا مردود، فقد ثبت عن معاذ بن جبل أن النبى- صلى الله عليه وسلم- قال له: «يا معاذ والله إنى لأحبك، فلا تدع دبر كل صلاة أن تقول:
اللهم أعنى على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك» (?) . أخرجه أبو داود والنسائى.
وحديث زيد بن أرقم: سمعته- صلى الله عليه وسلم- يدعو فى دبر الصلاة: «اللهم ربنا ورب كل شئ» (?) . أخرجه أبو داود والنسائى.
وحديث صهيب رفعه: كان يقول إذا انصرف من الصلاة: «اللهم أصلح لى دينى» (?) . أخرجه النسائى وصححه ابن حبان. وغير ذلك.
ثم قال: فإن قيل: المراد بدبر الصلاة قرب آخرها وهو التشهد، قلنا:
قد ورد الأمر بالذكر دبر الصلاة، والمراد به السلام إجماعا، فكذا هذا حتى يثبت ما يخالفه، وقد أخرج الترمذى من حديث أمامة: قيل يا رسول الله أى الدعاء أسمع؟ قال: «جوف الليل الأخير ودبر الصلوات المكتوبات» (?) ، وقال: حسن، وأخرج الطبرانى من رواية جعفر بن محمد الصادق قال:
«الدعاء بعد المكتوبة أفضل من الدعاء بعد النافلة، كفضل المكتوبة على النافلة» .