يهيم وحراس الخدود تدافعه ... ويخفي وقد نمت عليه مدامعه
وما كان يهوى بل يعنف ذا الهوى ... نعم كان يهواه الوغى ومعامعه
ومنها:
وعهدي به ثبت الجنان شموسه ... يبيت ومصقول السيوف يضاجعه
فما باله حتى استكان مذلة ... وأمسى وغيداء الظباء تصارعه
ومنها:
خذوا أيها الغزلان عني جانبا ... برئت من التشبيب من ذا يطاوعه
وبوأت نفسي للمكرام والعلا ... وكلفتها مرقى تعز مطالعه
ومنها:
وقد سألتني ذات يوم فما الذي ... تريد وما القصد الذي أنت تابعه
فقلت لها شيخا تفرد في العلا ... وفي العلم حتى عز في الناس شافعه
ومنها:
لأنت فؤادي بل أعز وكيف لا ... وطالع سعدي في يديك أطالعه
ولما أنشئ معهد الإسكندرية الديني النظامي في يناير سنة 1905 وعين الشيخ محمد شاكر الجرجاوي شيخًا له، اختير الشيخ عبد الله دراز في أربعة من أفاضل العلماء، وهم المشايخ عبد المجيد الشاذلي، وعبد الهادي مخلوف، وإبراهيم الجبالي، ليكونوا النواة الأولى في هذا المعهد الناشئ، وكان يوم فراق الشيخ دراز لأبنائه الأزهريين عند عزمه على السفر إلى الإسكندرية يومًا مشهودًا سكبت فيه دموع الوداع الحارة