* ما قالاه في الشيب والشباب ووصف الكبر والعزوف عن الصبا، ونحو ذلك

... وأفتتح هذا الباب بما لهما من ابتداآت القصائد في نحو معانيه.

قال أبو تمام:

نسج المشيب له لفاعاً مغذفا ... يققاً فقنع مذوريه ونصفا (1)

قوله: «لفاعاً» يريد لباساً، يقال: لفع المشيب رأسه: إذا شمله وعلاه.

والمغدوف: المسبل، يقال: أغدفت الستر إذا أسبلته، ومذرواه ها هنا: فودا، ومذروا كل شيء: ناحيتاه وقد استعملا كثيراً في أطراف الأليتين حتى صارا كالاسم لهما.

وقوله: «نصفا» أي قنع جانبي رأسه حتى بلغ النصف منه.

وقد قيل: إنما أراد بقوله: «نصفا» النصيفا، وهو قناع لطيف؛ يكون مثل نصف القناع الكبير، وقد ذكره النابغة فقال:

* سقط النصيف ولم ترد إسقاطه (2) *

فإن ذلك لا وجه له (3) بعد ذكر القناع، وإنما أراد أبو تمام ما أراده الآخر بقوله:

/ أصبح الشيب في المفارق شاعا ... واكتسى الرأس من مشيب قناعا

فالمعنى مكتف بقوله: «قنع مذرويه»، وقوله: «نصفا» أي بلغ نصف رأسه.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015