ويقول له قائل آخر كهذا القول سواء، ويكون أحدهما مصغراً [له] (1) عن مساماة عمرو، والآخر مكبراً معظماً، فيستويان في اللفظ، ويختلفان في المعنى.

وقد تقدم الناس أبا تمام في مثل قوله: «فإنهن حمام»، وقد ذكروا أن تغريد الحمام يبلي، ويميت، ويقتل، وهو المذهب الأعم الأكثر فمن ذلك قول «نصيب»:

محلاة طوق كان من غير شربة ... بمال ولم تغرم له جعل درهم

أموت لتبكاها أسى إن عولتي ... ووجدي بسعدى جوه غير منجم (2)

وقال [آخر] (3):

ألا يا حمامات اللوى عدن عودة ... فإني إلى أصواتكن حزين (4)

فعدن فلما عدن كدن يمنني ... وكدت بأحزاني لهن أبين

[وقال آخر:

وهيجتني فاهتجت للشوق والصبا ... مطوقة خطباء عال رنينها

تموت لها نفس الحزين صبابة ... إذا ما دعت وهناً وغنت غنونها] (5)

طور بواسطة نورين ميديا © 2015