وقال أبو تمام:

لو حار مرتاد المنية لم يجد ... إلا الفراق على النفوس سبيلا (1)

قالوا: الرحيل فما شككت بأنها ... نفسي عن الدنيا تريد رحيلا

إني تأملت النوى فوجدتها ... سيفاً علي مع العدا مسلولا

قد عابه ابن عمار في قوله: «إني تأملت النوى»، وقالوا: مثل هذا الأمر الفظيع الذي مكروهه أبداً مصبوب على الخلق لا تعلم البلية فيه إلا بعد التأمل، وهذا إنكار صحيح، وليس هذا كقول البحتري:

ولقد تأملت الفراق فلم أجد ... يوم الفراق على امريء بطويل (2)

لأن مثل هذا يوجبه التأمل، وقد فسره البحتري، وذكر علته، وكأنه رد لقول أبي تمام: «يوم الفراق لقد خلقت طويلا».

وقد ذكرت ذلك مشروحاً في باب الابتداآت من هذا الباب (3).

... وقال أبو تمام:

أظله البين حتى إنه رجل ... لو مات من شغله بالبين ما علما (4)

أخذ المعنى من قول أبي الشيص:

فكم من ميتة قد مت فيها ... ولكن كان ذاك وما شعرت

طور بواسطة نورين ميديا © 2015