وحاولن كتمان الترحل بالدجى ... فباح بهن المسك لما تضوعا (1)

وأردأ من قول أبي تمام: «والفراق معادله»، وأقبح وأسخف قول أبي تمام:

أترى الفراق يظن أني غافل ... عنه وقد لمست يداه لميسا (2)

ما زلت أسمع الشيوخ من أصحاب أبي تمام المتعصبين (3) له دون من سواهم يقولون: أتره أي شيء أراد أن يصنع بالفراق: يقطع يديه أو رجليه، أو يصلبه على جذع؟

... وقال أبو تمام:

لا أظلم النأي؛ قد كانت خلائقها ... من قبل وشك النوى عندي نوى قذفا (4)

وهذا معنى جيد حسن.

والقذف: البعيدة.

وقال أيضاً:

دع الفراق فإن الدهر ساعده ... فصار أملك من روحي بجثماني (5)

وهذا في جملة أبياته المشهورة التي لهج الناس بها وهي:

ما اليوم أول توديعي ولا الثاني ... البين أكثر من شوقي وأحزاني (6)

طور بواسطة نورين ميديا © 2015