بها، وليست عندي بمكروهة ولا مستهجنة، وهو ابتداء إن لم يكن من جيد ابتداءاته ونادرها، فليس هذا من رديئها.

ووصل هذا بأن قال:

نصرت لها الشوق اللجوج بأدمع ... تلاحقن في أعقاب وصل تصرما

وتيمني أن الجوى غير مقصر ... وأن الحمى وصف لمن حل بالحمى

فقوله: «نصرت لها الشوق اللجوج بأدمع»، يعني الدار، بعد قوله: «وما في سؤال الدار إدراك حاجة» لأنه لما لم يجد في سؤالها إدراك حاجة.

وهذا قريب من قول أبي تمام:

فاسألنها واجعل بكاك جواباً ... تجد الشوق سائلاً ومجيبا (1)

وقوله: «وأن الحمى وصف لمن حل بالحمى»، غير جيد، وهو من توليدات المتأخرين، وأصل من أصول أبي تمام التي يعمل عليها.

وقوله: «نصرت لها الشوق اللجوج بأدمع»، خطأ اتبع فيه أبا تمام في قوله:

دعا شوقه يا ناصر الشوق دعوة ... فلباه طل الدمع يجري ووابله (2)

وقد شرحت المعنى فيما تقدم (3).

... وقال البحتري:

وبذي الأراكة من مصيف لابس ... نسج الرياح ومربع مهضوب (4)

طور بواسطة نورين ميديا © 2015