فقيل لرجل من بني حنيفة: من أي الأثلاث أنت؟ فقال: من الثلث الملغى.

وسمع إسحاق بن إبراهيم الموصلي عمارة بن عقيل ينشد لجرير:

لما تذكرت بالديرين أرقتني ... صوت الدجاج وقرعٌ بالنواقيس

فقال: أخطأ والله أبوك، التأذين لا يكون في أول الليل، وقال من طلب العذر لجرير: أرقني انتظار صوت الدجاج.

وعاب الأخطل الفرزدق في قوله:

أبنى غذانة إنني حررتكم ... فوهبتكم لعطية بن جعال

لولا عطية لاجتدعت أنوفكم ... من بين ألام أعين وسبال

قال: وكيف وهبهم له وهو يهجوهم بمثل هذا الهجاء؟ وقال عطية حين بلغه الشعر: ما أسرع ما رجع أخي في هبته؟ ومدح الفرزدق الحجاج وقد دخل عليه ببيت واحد، فقال:

ومن يأمن الحجاج والطير تتقيعقوبته إلا ضعيف العزائم؟

فقال له الحجاج: الطير تتقى الثوب، وتتقي الصبى، ما جئت بشيء؟ وإنما أراد الفرزدق الطائر الذي يطير في السماء فليست تناله يدٌ.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015