وهذا وإن كان غاية في مرثية الميت، فهو خطأ من جهة الشعر، لأن مروان دخل على المهدي في جملة الشعراء فقال له: ألست القائل في معن:
وقد ذهب النوال فلا نوالا؟
اذهب فلا شيء لك عندنا، وحجب مروان عنه برهة من الزمان حتى عمل هذه القصيدة:
طرقتك زائرة فحي خيالها
وتلطف في الوصول فأنشده فحظي منه بما لم يحظ به شاعر قط ولا من غيره.
وقد سبق النابغة إلى هذا المعنى فقال:
فإن يهلك النعمان تعر مطية ... وتخبأ في جوف العياب قطوعها
وقال البحتري في نحو هذا:
من يعتفي بهمته ومن ... يحدو إليه المعتم المعتام
وقال: