إنما سمع قول عنترة:
فشككت بالرمح الأصم ثيابه ... ليس الكريم على القنا بمحرم
فظن أن عنترة أراد الثياب نفسها، وإنما أراد الرجل نفسه لا الثياب كما قال الأغلب:
أوجب حجاً في ثياب دسم
أي: في نفس كثيرة الخطايا والذنوب، فكنى عن النفس بالثياب، وعن وعن الثياب الدسم، وهو يريد الوسخ، ومثل هذا موجود في كلامهم، وقد قيل:
«وثيابك فطهر» أي: نفسك في بعض تفسير الآية، وقال أبو تمام:
............. سمر القنا ... بإهابه أولى من السربال
مظهراً لمخالفة عنترة إلى ما هو أولى عنده، ولم يعلم ما ذهب إليه عنترة، وقد بين المعنى أبو محجن الثقفي فقال:
وما رمت حتى خرقوا برماحهم ... ثيابي وجادت بالدماء الأباجل