العطايا، لأن هذا دليل الكرم وذاك ليس بدليل على الشجاعة، بل دليل الشجاعة التبسم في الحرب كما قال:
ضحوك إلى الأبطال وهو يروعهم
وكما قال أبو تمام:
إلا أن ذا في الروع بسام وذاك شتيم
وقد قال بشار:
إذا ما تردى عابساً فاض سيفه ... دماء ويعطي ماله إن تبسما
قوله: «إذا ما ترى» أي: تقلد السيف، وقوله: «عابساً» أي: من الغضب، والمحارب لا ينكر منه الغضب، والغضبان يعبس وهو آمن، فليس ها هنا بمدح، وأما تقليص الشفة فأكثر ما يعرض من شدة الفزع، وخاصة في الحرب.
قال أبو تمام:
لفظ لأخلاق التجار وإنهم ... لغد بما ادخروا له لتجار
ومجربون سقاهم من بأسه ... فإذا لقوا فكأنهم أغمار
أخذ معنى البيت الأول من قول الشاعر:
يبيع ويشتري لهم سواهم ... ولكن بالطعان هم تجار