وقيل كان بين الوقعة وبين حجر -وهي قصبة اليمامة- مسيرة عشرة أيام، وعلى أنه قال «فلولا الريح»، فجاءنا البحتري بما طم على قول مهلهل، فزعم أن هذه الوقعة بالروم أسمعت أهل مكة، و «الأخاشب»: جبال مكة، وقد اعتذر له بأن قيل: إنه أراد خبرها إلى أهل مكة، وكذا أراد لا محالة.

ومن إفراط البحتري قوله في أحمد بن محمد بن بسطام:

وكم لك في الأموال من يوم وقعة ... طويل من الأهوال فيه عويلها

ومن صولة في يوم بؤس على العدا ... يهال فؤاد الدهر حين تصولها

قوله: «يهال فؤاد الدهر» مثل قول أبي تمام:

........... لسمعنا ... لقلوب الأيام منك وجيبا

جعل هذا للدهر فؤاد يهال، كما جعل ذلك للأيام قلوباً تجب.

وقال البحتري في مدح إسحاق بن إبراهيم:

ووقفت مشكور المكان كريمه ... والبيض تطفو غب الغبار وترسب

ما إن ترى إلا توقد كوكب ... من قونس قد غاب فيه كوكب

فمجدل ومرمل وموسد ... ومضرج ومضمخ ومخضب

طور بواسطة نورين ميديا © 2015