وقد تصرف البحتري في وصف البشر تصرفاً كثيراً حسناً، فقال:
أريحي إذا تهلل للجو ... د أضاءت طلاقة وقبول
وقال:
لو أن كفك لم تجد لمؤمل ... لكفاه عاجل وجهك المتهلل
ولو أن مجدك لم يكن متقادماً ... أغناك آخر سؤدد عن أول
وقال:
وتبسماتك للعطاء كأنها ... زهر الربيع خلال روض معشب
قوله: «تبسماتك»، جمع التبسم، هو مصدر، والمصادر لا تجمع كما لا يقال: تعجبت تعجبات، وتقدمت تقدمات، فكذلك لا يقال تبسمات.
وقال:
وأبيض وضاح إذا ما تغيمت ... يداه تجلى وجهه فتقشعا
ترى ولع السؤال يكسو جبينه ... إذا قطب المسئول بشراً مولعا
وهذا أحسن من قول مسلم بن الوليد:
لا يضحك الدهر إلا حين تسأله ... ولا يعبس إلا حين لا يسل