ولا خيرَ في حِلْمٍ إذا لم تكن له ... بوادِرُ تَحْمي صَفْوَه أن يُكَدَّرا
ويستطرد أحياناً بفوائد لها علاقة قوية بالمادة، ففي حديث (?): «فهذا أوان قطعتْ أَبْهَري»، يذكر: (أنَّ الأَبْهرَ عرقٌ منشؤه من الرأس ويمتد إلى القدم، وله شرايينُ تتصل بأكثرِ الأطراف والبدن، فالذي في الرأس منه يسمَّى النَّأْمة، ويمتد إلى الحلق فيسمّى فيه الوريد، ويمتد إلى الصدر فيسمّى الأبهر، ويمتد إلى الظهر فيسمَّى الوَتين، ويمتد إلى الفخذ فيسمَّى النَّسَا، ويمتد إلى الساق فيسمَّى الصافِنَ).
ويبين المعرب والدخيل، ففي الحديث (?): «من لعب بالأَسْبَرَنج والنرد فقد غمس يده في دم خنزير». يقول: هو اسم الفَرَس الذي في الشطرنج، واللفظة فارسية مُعَرَّبة. ويعتني بمسائل التأنيث والتذكر، في قصة حنين (?): «كإمرار الحديد على الطَّسْت الجديد». يقول: وصف الطَّسْت وهي مؤنثة بالجديد وهو مذكَّر: إمَّا لأنَّ تأنيثها غير حقيقي، فأوَّله على الإناء والظرف، أو لأنَّ فَعِيلاً يوصف به المؤنث بلا علامة تأنيث نحوُ: امرأة قتيل، وكفٌّ خَضيب.
ويبين الأمكنة ويحددها، ورد في الحديث (?): «الأبْواء». يقول: هو بفتح الهمزة وسكون الباء والمد: جبل بين مكة والمدينة، وعنده بلد ينسب إليه. وورد «بَرْثان» فيقول (?): بفتح الباء وسكون الراء، وادٍ في طريق رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى بدر، وقيل في