وأتباعهم من كبار المجتهدين، ولم يكن هذا العلم
موجوداً حتى جاء الإمام الشافعي وصنَّف فيه، وسمَّاه بهذا الاسم؟
جوابها:
يجاب عنها بأن الصحابة - رضي اللَّه عنهم - وأتباعهم من كبار
التابعين كانوا من أعلم الخلق بالعلوم التي يتهذب بها الذهن،
ويستقيم بها اللسان كأصول الفقه، وعلم العربية، فالله عَزَّ وجَلَّ
الذي اختارهم ليكونوا أصحاب رسول اللَّه - صلى الله عليه وسلم -، قال رسول اللَّه - صلى الله عليه وسلم -: "إن اللَّه اختارني واختار لي أصحاباً وأصهاراً "، فلم يقع عليهم الاختيار، إلا لأنهم خير من غيرهم في كل الأمور.، فهم الذين بذلوا النفس والنفيس من أجل نصرة اللَّه ورسوله، وهم الذين حملوا الشريعة إلى من بعدهم حتى وصلت إلينا.
ولذلك كانوا أفهم الخلق بدلالات الألفاظ، والصحيح من الأدلة
من الفاسد، وكانوا عالمين بالقواعد الشرعية، ومقاصد الشريعة،
متتبعين لها، محيطين بها، وكانوا متمرسين على ذلك، وهذه
الممارسة أكسبتهم قوة يفهمون من خلالها مراد الشارع، وما يصلح
من الأدلة، وما لا يصلح، وعرفوا كل ذلك بسبب مشاهدتهم نزول
الوحي، وسماعهم الحديث من فيِّ النبي - صلى الله عليه وسلم -، ومن كانت تلك صفاتهم فإنهم عارفون لكل ما يبحث في علم أصول الفقه، وإن لم
يسموه بهذا الاسم.
ولكن بعد ذهابهم قد فسدت الألسن، وتغيرت المفهوم، وكثرت
الحوادث التي تحتاج إلى المجتهد لاستنباط أحكام شرعية لتلك
الحوادث، فالشخص الذي يريد بلوغ درجة الاجتهاد لاستنباط أحكام
شرعية لتلك الحوادث من الكتاب والسُّنَّة يحتاج إلى قواعد يستند