لعدم إدراكنا للمناسبة بين دخول الوقت ووجوب هذه الصلاة بعينها،

كذلك شهود شهر رمضان يسمى سببا لوجوب الصوم، ولا يسمى

عِلَّة؛ لعدم إدراكنا للمناسبة بين شهود الشهر ووجوب رمضان.

فالسبب - على ذلك - يشمل الوصف المناسب وغير المناسب،

فيكون أعم من العِلَّة.

المذهب الثاني: أن السبب والعِلَّة متفقان، وهما اسمان لمسمى

واحد.

هذا مذهب بعض العلماء.

واحتجوا بقولهم: إننا لما دققنا النظر فيهما وجدنا أوجه التشابه

بينهما واضحة، وهي كما يلي:

الوجه الأول: أن كلًّا منهما ينبني عليه الحكم ويرتبط به وجوداً

وعدماً.

الوجه الثاني: أن كلًّا منهما أمارة وعلامة على وجود الحكم.

الوجه الثالث: أن للشارع حكمة في ربط الحكم بكل واحد منهما

وإضافته إليه، وبنائه عليه.

فإذا كان الأمر كذلك، فإن معناهما واحد، فالسفر يطلق عليه

سبب، ويطلق عليه عِلَّة لإباحة الفطر، ودخول الوقت سبب وعلَّة

على وجوب الصلاة.

فأصحاب هذا المذهب: جعلوا السبب مرادفا للعلَّة، واسما من

أسمائه التي تطلق عليه دون فرق بينهما.

المذهب الثالث: أن السبب والعِلَّة متغايران تمام التغاير، فهما

وصفان متباينان.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015