المسألة الأولى: حقيقة السبب:
أولاً: السبب في اللغة هو:
كل ما يتوصل به إلى مقصود " ما " لذلك تسمى الطريق،
والحبل، والباب أسبابا؛ لأن الطريق موصل إلى المكان المقصود،
والحبل موصل إلى الماء ونحوه، والباب موصل إلى داخل البيت.
ثانيا: السبب في الاصطلاح:
لقد اختلفت عبارات الأصوليين في تعريف السبب، وأقرب
تعريفات السبب إلى الصحة وأبعدها عن الخطأ هو: " ما يلزم من
وجوده الوجود، ويلزم من عدمه العدم لذاته ".
شرح التعريف وبيان محترزاته:
السبب هو وصف ظاهر منضبط جعله الشارع علامة على الحكم،
وربط وجود الحكم بوجوده، وعدم الحكم بعدمه، فيلزم من وجود
السبب وجود الحكم، ويلزم من عدم السبب عدم الحكم، كدخول
الوقت، وبلوغ النصاب، فيلزم من وجود دخول الوقت وجوب
الصلاة، ويلزم من عدم دخول الوقت عدم وجوب الصلاة، ويلزم
من وجود بلوغ النصاب وجوب الزكاة، ويلزم من عدم البلوغ عدم
وجوب الزكاة، وهكذا.
وقولنا: " ما يلزم من وجوده الوجود " أخرج الشرط؛ لأن
الشرط لا يلزم من وجوده وجود ولا عدم كالطهارة فإنها شرط
لصحة الصلاة، ولكن قد توجد الطهارة ومع ذلك لا يلزم صحة
الصلاة؛ لاحتمال عدم دخول الوقت، أما السبب فيلزم من وجود