التوحيد، كالعلم بأن اللَّه واحد سميع بصير، فهذا ليس من الفقه

في شيء.

اعتراض:

اعترض بعضهم كالإسنوي على هذا قائلاً: إن هذا تناقض،

حيث أدخلتم في لفظ " العملية " عمل القلب كوجوب النية، ولم

تدخلوا علم التوحيد فإنه عمل قلب أيضاً.

جوابه:

إن عمل القلب كوجوب النية، والإخلاص، وتحريم الرياء،

والحسد، والحقد، ونحو ذلك تشبه عمل الجوارح أكثر من شبهها

بالاعتقاد " لكونها تظهر على المتصف بها ولو بعد حين، فألحقناها

بعمل الجوارح لكثرة شبهها به، فلو جالست شخصاً حاقداً، أو

حاسداً، أو لا إخلاص عنده، فإنك ستعلم ذلك عنه من خلال

عمله وتصرفاته، ولكنك لن تعلم أن جليسك هذا أشعري، أو

معتزلي من أي عمل عمله، لأنه بينه وبين اللَّه.

اعتراض آخر:

ذكر بعض العلماء كفخر الدين الرازي وتلميذه تاج الدين الأرموي:

أن كلمة: " العملية " خرج بها - أيضاً - أصول الفقه، لأن العلم

بكون الإجماع وخبر الواحد والقياس حُجَّة - مثلاً - ليس علماَ

بكيفية عمل.

جوابه:

أقول - في الجواب عنه -: هذا ليس بصحيح، فلا يخرج

بكلمة " العملية " علم أصول الفقه، بل يدخل - كما سبق أن

طور بواسطة نورين ميديا © 2015