أولهما: أن عملهم به يدل على أنه كان آخر الأمرين من رسول الله - صلى الله عليه وسلم -.

ثانيهما: احتمال أن عملهم به لقوته، وعدم عملهم بالآخر

لضعفه.

الطريق الخامس: الترجيح بتأخر الوقت.

إذا تعارض خبران، وأحدهما قد اقترنت به قرائن تدل على تأخر

وقته، ولم يقترن بالآخر ما يدل على ذلك: فإنه يرجح الأول -

وهو: ما دلت قرائن على أنه متأخر -؛ لأن المتأخر يكون هو آخر

الأمرين من النبي - صلى الله عليه وسلم -، فيجب العمل به فيكون ناسخا للأول

والقرائن هى:

أولاً: كون إحدى الروايتين مؤرخة بتأريخ مضيق، بخلاف

الآخر، فتكون الرواية غير المؤرخة هي الراجحة، لاحتمال تأخرها

في الغالب.

ثانياً: كون إحدى الروايتين ذكر فيها مكة، والأخرى ذكر فيها

المدينة، فإن ما ذكر فيها المدينة مرجح على الأخرى، نظراً لتأخرها.

ثالثاً: أن يعلم أن أغلب رواية أحدهما بعد رواية الآخر غالبا،

فيرجح المتأخر.

الطريق السادس: الترجيح باشتمال الخبر على زيادة.

إذا تعارض خبران، وأحدهما فيه زيادة لا توجد في الآخر: فإنه

يرجح الخبر الذي اشتمل على الزيادة؛ لأمور:

أولها: أن الراوي الذي في خبره الزيادة عنده زيادة علم لا توجد

عند غيره.

ثانيها: أن دلالة الحديث الذي فيه زيادة دلالة ناطق، ودلالة

الحديث الآخر دلالة ساكت، ودلالة الناطق مقدمة.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015