والقياس، وأن هناك أدلة مختلف فيها كالاستصحاب،

والاستحسان، وقول الصحابي، والمصالح المرسلة، وسد الذرائع،

والعرف، وشرع من قبلنا، وأن هناك قواعد أصولية.

ويعرف أقسامها، وشروط كل دليل، وترتيبها، وفك التعارض

بينها.

الشرط الخامس: أن يكون عالما بالقياس، حيث إن أكثر من

نصف الفقه مبني عليه، فيعرف أركانه، وشروط كل ركن،

وقوادحه، ونحو ذلك مما قلناه في باب القياس، قال الإمام الشافعي:

" من لم يعرف القياس فليس بفقيه "، وقال الإمام أحمد: " لا

يستغني أحد عن القياس "، وعرف بعضهم الاجتهاد بأنه القياس،

وهذا كله يدل على أهمية القياس.

الشرط السادس: أن يكون عالما باللغة العربية وقواعدها من لغة

ونحو، وبلاغة، وبديع، ومعرفة كل ما يتوقف عليه فهم الألفاظ؛

لأن القرآن والسُّنَّة وردا بلغة العرب، ولا يمكن لأي شخص أن

يعرف ما تدل عليه ألفاظهما إلا بمعرفته باللغة العربية.

ولا يشترط أن يتعمق في علم النحو واللغة، ومعرفة دقائق ذلك

كسيبويه، أو الكسائي، أو الخليل بن أحمد، أو المبرد.

وإنما ينبغي معرفة القدر الذي يفهم به خطاب العرب، وعاداتهم

في الاستعمال إلى حد يفرق بين صريح الكلام، وظاهره،

ومجمله، وحقيقته، ومجازه، وعامه، وخاصه، ومحكمه،

ومتشابهه، ومطلقه، ومقيده، ونصه، وفحواه، ولحنه، ومعرفة

أي شيء يساعد على فهم الأحكام الشرعية من الألفاظ.

ويتفطن للمراد هل أريد باللفظ المعنى اللغوي له، أو العرفي، أو

طور بواسطة نورين ميديا © 2015