لقد اختلف العلماء في ذلك على مذهبين:
المذهب الأول: أنه يمكن تحديد القياس بحد حقيقي.
وهو مذهب جمهور العلماء، وهو الحق؛ لأن القياس اعتباري
اصطلاحي، تكون حقيقته على حسب ما يصطلح عليه أهل الفن،
لذلك يمكن أن يحده كل مجتهد بحسب اعتباره واصطلاحه الذي رآه.
المذهب الثاني: أنه لا يمكن تحديد القياس بحد حقيقي، أي:
يتعذر حد القياس بحد حقيقي، وهو اختيار إمام الحرمين وبعض
العلماء.
دليل هذا المذهب:
أن القياس يشتمل على حقائق مختلفة وهي: الأصل، والفرع،
والعِلَّة، والحكم في نفي وإثبات، وكل واحد من هذه الحقائق
يشترط فيه شروط تختلف عن شروط الآخر، فلا يمكن جمع هذه
ْالحقائق وشروطها في حد واحد جامع مانع.
وقالوا: ما وجد من تعريفات للقياس، فإنها ليست حدوداً
حقيقية، بل هي رسوم، والرسوم غير الحدود.
جوابه:
لقد قلنا: إن القياس أمر اعتباري اصطلاحي، وبناء على ذلك