القياس لغة يطلق على إطلاقين:
الإطلاق الأول: يطلق على التقدير، والتقدير هو: أن يعرف
قدر أحد الأمرين بواسطة معرفتنا لقدر الآخر مثل: قولنا: " قست
الثوب بالذراع " أي: قدرت الثوب بالذراع.
ومنه قولهم: " قاس الطبيب الجراحة " أي: قدر الطبيب مدى
غور ذلك الجرح بواسطة الميل، والميل هو: آلة تدخل في الجرح
ليرى هل هو عميق ووصل إلى العظم، أو أنه وسط، أو أنه
سطحي لم يؤثر، وذلك من أجل تقدير أرش - الجناية.
الإطلاق الثاني: يطلق القياس لغة على المساواة، سواء كانت
المساواة حسية كقولنا: " قست النعل بالنعل " أي: ساويت إحداهما
بالأخرى، وقولنا: " قست الثوب بالثوب " أي: حاذيت وساويت
أحدهما بالآخر.
أو كانت المساواة معنوية كقولنا: " فلان يقاس بفلان " أي:
يساويه في الفضل، والشرف، والعلم، وكقولنا: " فلان لا يقاس
لفلان " أي: لا يساويه في الفضل والعلم.