المطلب الأول فيما يطلق عليه لفظ " القياس " لغة

القياس لغة يطلق على إطلاقين:

الإطلاق الأول: يطلق على التقدير، والتقدير هو: أن يعرف

قدر أحد الأمرين بواسطة معرفتنا لقدر الآخر مثل: قولنا: " قست

الثوب بالذراع " أي: قدرت الثوب بالذراع.

ومنه قولهم: " قاس الطبيب الجراحة " أي: قدر الطبيب مدى

غور ذلك الجرح بواسطة الميل، والميل هو: آلة تدخل في الجرح

ليرى هل هو عميق ووصل إلى العظم، أو أنه وسط، أو أنه

سطحي لم يؤثر، وذلك من أجل تقدير أرش - الجناية.

الإطلاق الثاني: يطلق القياس لغة على المساواة، سواء كانت

المساواة حسية كقولنا: " قست النعل بالنعل " أي: ساويت إحداهما

بالأخرى، وقولنا: " قست الثوب بالثوب " أي: حاذيت وساويت

أحدهما بالآخر.

أو كانت المساواة معنوية كقولنا: " فلان يقاس بفلان " أي:

يساويه في الفضل، والشرف، والعلم، وكقولنا: " فلان لا يقاس

لفلان " أي: لا يساويه في الفضل والعلم.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015