وجه الدلالة: أن اللَّه تعالى قد استعمل لفظ " الجمع " في قوله:

(إِذْ تَسَوَّرُوا) في الاثنين وهما الملكان، وهما الخصمان، بدليل

قوله: (خَصْمَانِ بَغَى بَعْضُنَا عَلَى بَعْضٍ) إلى قوله: (إِنَّ هَذَا أَخِي لَهُ تِسْعٌ وَتِسْعُونَ نَعْجَةً وَلِيَ نَعْجَةٌ وَاحِدَةٌ) ، فلو لم يكن الاثنان

جمعا لما أرجع ضمير الجمع في (تَسَوَّرُوا) إليهما، فيكون أقل

الجمع اثنين.

جوابه:

إن الضمير في قوله: (تَسَوَّرُوا) لم يرجع إلى اثنين، بل

رجع إلى أكثر، حيث إنه يجوز أنه حضر مع جبريل وميكائيل

جماعة من الملائكة، ورد الضمير بلفظ الجمع إلى الجميع، فقال:

(إِذْ تَسَوَّرُوا) .

الدليل الرابع: قوله تعالى: (وإن طائفتان من المؤمنين اقتتلوا

فأصلحوا بينهما) .

وجه الدلالة: أن اللَّه سبحانه قد رد ضمير الجمع في قوله:

(اقتتلوا) إلى التثنية، وهما: (الطائفتان) ، فدل على أن التثنية

جمع، فيكون أقل الجمع اثنين.

جوابه:

إن هذه الآية لا تصلح للاستدلال بها على أن أقل الجمع اثنان؛

لأن المراد بالطائفة - هنا - الجمع، وليس المفرد، يؤيد ذلك سبب.

نزول هذه الآية، حيث قال سعيد بن جبير: إن الأوس والخزرج كان

بينهم على عهد رسول اللَّه - صلى الله عليه وسلم - قتال بالسيف والنعال ونحوه، فأنزل اللَّه هذه الآية فيهم، وقال مجاهد: تقاتل حيان من الأنصار بالعصي والنعال فنزلت الآية، وقيل في سبب نزولها غير ذلك، وكل ما ذكر

طور بواسطة نورين ميديا © 2015