لما بيَّنا اللفظ، شرعنا في ذكر المعاني والنظر فيها، من حيث إنها
ثابتة في نفسها، وإن كان يدل عليها بالألفاظ؛ لأنه لا يمكن تعريف
المعاني إلا بذكر الألفاظ، فأقول:
أولاً: تعريف المعاني:
المعاني هي: الصورة الذهنية من حيث إنه وضعت بإزائها الألفاظ
والصورة الحاصلة في العقل، فمن حيث إنها تقصد باللفظ سميت معنى.
ثانياً: أقسام المعاني باعتبار أسبابها المدركة:
المعاني التي ندركها ونحيط بها ثلاثة أقسام، هي كما يلي:
القسم الأول: معاني محسوسة، وهي المعاني التي ندركها
ونعلمها عن طريق الحواس الخمس، كالألوان، ومعرفة الأشكال،
والمقادير، وذلك بحاسة البصر، وكالأصوات بحاسة السمع،
وكالطعوم بحاسة الذوق، والروائح بحاسة الشم، والخشونة
واللين، والصلابة والبرودة والحرارة والرطوبة واليبوسة بحاسة اللمس.
القسم الثاني: معاني متخيَّلة، وهي: القوة تتصرف في الصور
المحسوسة والمعاني الجزئية المنتزعة منها.
مثاله: أنك لما أبصرت البلح وعرفت أن لونه أحمر بقيت تلك