خلاف العلماء في المضمر هل هو جزئي أو كلي؛ على مذهبين:

المذهب الأول: أن المضمر جزئي.

وهو مذهب الجمهور، وهو الحق عندي - كما جعلته هنا -،

لأمرين:

أولهما: أن الكلي نكرة، والمضمر أعرف المعارف فلا يكون كليا.

ثانيهما: أنه لو كان كليا لما دلَّ على الشخص، لأن الدال على

الأعم غير دال على الأخص.

المذهب الثاني: أن المضمر كلي، وهو مذهب القرافي،

والأصفهاني وبعض العلماء.

دليل هذا المذهب: أن لفظ " أنا "، و " أنت "، و " هو " صادق

على ما لا يتناهى، فكيف يكون جزئيا؟!

جوابه:

لا نسلم لكم ذلك، بل هو صادق على ما يتناهى، وهو من

يتكلم، أو من يُخاطب، أو المقصود بضمير الغائب.

بيان نوع الخلاف:

الخلاف في هذه المسألة لفظي؛ لاتفاق أصحاب المذهبين على أن

تلك الضمائر إنما تستعمل في الجزئيات، ومتى كان كذلك،

فالأقرب أن تكون موضوعة لما تستعمل فيه، غاية الأمر: أن أحد

الفريقين يجعل الاستعمال في الجزئي شرطا في الوضع، والفريق

الآخر يجعل الجزئي الذي يستعمل فيه هو نفس الموضوع له، فلا

خلاف في المعنى، فيكون الخلاف لفظياً.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015