فصلٌ فيه شاهد من حديثِ الفلتان بنِ عاصم - رضي الله عنه -، قال: كنا عند النبيّ - صلى الله عليه وسلم - فأنزل عليه، وكان إذا أنزل عليه دام بصره، مفتوحة عيناه، وفرغ سمعة وقلبه لما يأتيه من الله. قال: فكنا نعرف ذلك منه. فقال للكاتب: "اكتب: {لَا يَسْتَوِي الْقَاعِدُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ} ". قال: فقام الأعمى، فقال: يا رسول الله! ما ذنبُنا؟ فأنزل الله. فقلنا للأعمى: إنه ينزل على النبيّ - صلى الله عليه وسلم -، فخاف أن يكون عليه شيء من أمره، فبقي قائمًا يقول: أعوذ بغضب رسول الله: قال: فقال النبيّ - صلى الله عليه وسلم - للكاتب: "اكتب: {غَيْرُ أُولِي الضَّرَرِ} ".
أخرجه ابنُ أبي شيبة في مسنده - كما في الإصابة 5/ 378 - ، وعبد بنُ حميد - كما في الدر المنثور 2/ 202 - . وأبو يعلى ج 3 / رقم 1583، وابنُ أبي عاصم في الآحاد والمثاني 1039، وابنُ حبان 1733، والبزار في مسنده ج 3 / رقم 2203 - كشف الأستار، والطحاويُّ في المشكل 4/ 148 - 149، والطبراني في الكبير ج 18 / رقم 856 من طرقٍ عن عبد الواحد بنِ زياد، قال: ثنا عاصم بنُ كليب: ثني أبي: ثنا الفلتان بنُ عاصم.
قال الهيثميُّ في المجمع 7/ 9: رجال أبي يعلى ثقاتٌ.
وفي الباب مراسيل أخرى عند ابن سعد 4/ 210، وابنِ جرير 10244 - 10247، وانظر الدر المنثور 2/ 204. (التسلية / ح 38).