فالفاسق من ترك إسم الله عامدا لتركه. والفسق: الخروج، يقال في اللغة: فسقت النواة من قشرتها. وكذلك قال في شأن إبليس: (كَانَ مِنِ الجِنِّ فَفَسَقَ عَن أَمرِ رَبِّه) .
فالخروج على وجهين: فمنهم من فسق عن أمر به مردا أو تكبرا أو جحودا، ومنهم من فسقعن أمره فتنى وتمردا على ربه. فهذا فاسق وليس بكافر؛ فالأول مجترىء على الله، وهذا مجترىء بقوة التوحيد. فالرجاء العظيم الذي في حشو توحيده، والمحبة، والأثرة التي احتسشت النفس بها من ربه، فتجرأت.
والمجيب لدعوة الفاسق عون له على ما هو فيه من الشر والفتنة والمعصية؛ وفي مجالستهم توقير لهم، وفي محادثتهم أنس بهم؛ فهذا كله عون، وقال الله تعالى: (وَلا تَعاوَنوا عَلَى الإِثمِ وَالعُدوانِ) .
وأما قوله: (ونهى عن مجالسة الدعىِّ، ومؤاكلته، ومشاربته، ومحادثته، وهو الذي يدعى إلى غير أبيه، والمنتمى إلى غير مواليه، ملعون على لسان نبيه عليه السلام) .