وأما قوله: (ونهى أن يحرق شيء من الحيوان بالنار) .
فإنه ليس لأحد أن يعذب بعذاب الله. والنار مثلة، والمثلة تشبه بفعل الله؛ لأن الله تعالى يعذب بالنار إذا عاقب.
وقد جاء حديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في شان الحية، حدثنا عمر بن أبي عمر، حدثنا نعيم بن حماد، حدثنا ابن إدريس، عن شريح، عن عمرو بن دينار، عن أبي عبيدة بن عبد الله بن مسعود، عن أبيه، قال: كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم بمنى فمرت حية، فقال صلى الله عليه وسلم: " اقتلوها " فسبقتنا إلى جحر فدخلتهن فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (هاتوا بسعفة ونار فأضرموها عليه نارا) قال نعيم: حدثت به ابن أبي عتبة وابن إدريس حي، فجعل يتعجب، فلم يصبر حتى قام إليه وسمع منه.
قال أبو عبد الله - رحمه الله -: وليس هذا الحرق، ولكنه لما فاتتهم وهي عدو لهم احتال في إيصال الهلاك إليها لما أحب أن يقيم العداوة التي نصبها