وأما قوله: (نهى أن يبول الرجل وهو قائم) .
فهذا على معنيين:
أحدهما: أنه إذا بال قائما لم يؤمن من أن يصيبه من النضح، وقال صلى الله عليه وسلم (استنزهوا من البول، فإن عامة عذاب القبر منه) وروى أنه مر بقبر، فقال: (أتسمعون ما أسمع؟) ، قالوا: لا يا رسول الله؛ فقال: (لولا تمريغ في قلوبكم، وتزبيد في حديثكم لسمعتم ما أسمع، إن صاحب القبر أقعد فضرب فصاح صيحة تسمع من الخافقين، وتطاير كل عضو منه ثم عاد إلى مكانه) . قيل: يا رسول الله، في ماذا؟ قال: (في البول) .
قال: وذكر لنا أنه لما وضع سعد بن معاذ الأنصارى رضى الله عنه، الذى اهتز العرش لوفاته، في قبره تضايق عليه قبره؛ فسبح رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم قال: (لقد تضايق على هذا العبد الصالح حفرته، ثم فرج عنه) .