يكون مطرا في بيته، ويخرجه يوما يعلم أنه لا يكون مطرا؛ فهم منجم لا أنا.
وأما الصرد، فحدثنا سفيان بن وكيع، حدثنا ابن مهدي، عن قرة بن خالد، عن موسى بن أبي غليط، عن أبي هريرة رضي الله عنه، قال: الصرد أول طير صام. وروى في الخبر: أنه كان دليل إبراهيم عليه السلام حيث سار من الشام لبناء الكعبة.
وأما النحلة، فمذكورة في التنزيل بالطاعة لله تعالى، فقال: (وَأَوحَى رَبُّكَ إِلَى النَّحلِ أَنِ اتَّخِذي مِنَ الجِبالِ بُيُوتاً وَمِنَ الشَّجَرِ وَمِمَّا يَعرِشُونَ) إلى قوله: (ذُلُلاً) فالثمرات منها ما هو حلو، ومنها مر، ومنها بشع، ومنه حامض، ومنه حار، ومنه رخو لين؛ فذلت لله فأكلت من الكل وتركت شهوتها، فجعل الله ما في بطنها عسلا حلوا كله، وصير فيه شفاء للناس؛ لأنها لم تأكل بنهمة ولا شهوة، وإنما أكلته طاعة وذلة لربها؛ فصارت بذلك سالكة لسبل ربها بترك النهمة والهوى؛ يعلم العباد أن السالك لسبيله من ترك النهمة في الأمور.
فهذه زنابير احتملت من ربها كل هذا الثناء، ونالت هذه المرتبة؛ فكيف بالآدمي المكرم المفضل على البرية، وقد قال الله تعالى: (وَفَضَّلناهُم عَلَى كَثيرٍ مِمَّن خَلَقنا تَفضيلاُ) .