كَمَا لطفت بقدرتك دون اللطفاء وعلوت بعظمتك على العظماء وَعلمت مَا تَحت أرجل ارضك كعلمك بِمَا فَوق عرشك وَكَانَت الوساوس كالعلانية عنْدك وَعَلَانِيَة القَوْل كالسر فِي علمك وانقاد كل شَيْء لعظمتك وخضع كل ذِي سُلْطَان لسلطانك وَصَارَ أَمر الدُّنْيَا وَالْآخر كُله بِيَدِك اجْعَل لي من كل هم أمسيت فِيهِ فرجا ومخرجا اللَّهُمَّ إِن عفوك عَن ذُنُوبِي وتجاوزك عَن خطيئتي وسترك عَن قَبِيح عَمَلي أطمعني أَن أَسأَلك مَالا استوجبه مِمَّا قصرت فِيهِ أَدْعُوك امنا وَأَسْأَلك مستأنسا وَأَنت المحسن إِلَيّ وَأَنا الْمُسِيء إِلَى نَفسِي فِيمَا بيني وَبَيْنك تتودد إِلَيّ وأتبغض إِلَيْك وَلَكِن الثِّقَة بك حَملتنِي على الجرأة عَلَيْك فعد بِفَضْلِك وأحسانك عَليّ وَأَنت التواب الرَّحِيم قَالَ فَلَمَّا رَجَعَ الْمَنْصُور إِلَى بَغْدَاد استبدل عماله وحجابه ثمَّ إِنَّه فتح الْبَاب وَسَهل الْحجاب وَلم يزل عَاملا بقوله حَتَّى مَاتَ