التَّوْحِيد قَالَ لَهُ أما لربنا خدمَة نتقرب إِلَيْهِ بهَا قَالَ إِنَّه غَنِي عَن كل شئ قَالَ فَمَا أمرنَا بِشَيْء إِذا فعلنَا حظينا عِنْده قَالَ بلَى إِن لَهُ وظائف أمرنَا بهَا وَرَضي لنا فعلهَا ووعدنا عَلَيْهَا رضوانه والقرب مِنْهُ فَسَأَلَهُ عَنْهَا فَذكر لَهُ الصَّلَاة وَالصِّيَام وَغَيرهمَا من شرائع الْمَسِيح عَلَيْهِ السَّلَام
فعرفها الْملك وراض نَفسه بهَا حَتَّى صَارَت لَهُ طبعا ثمَّ قَالَ يَوْمًا للوزير مَالك لَا تَدْعُو النَّاس إِلَى الله تَعَالَى كَمَا دعوتني فَقَالَ لِأَن الْأمة ذَات قُلُوب قسية وفهوم قصية ونفوس عصية وَلست آمنهم على نَفسِي فَقَالَ الْملك أَنا أَفعلهُ إِن لم تَفْعَلهُ أَنْت فَقَالَ الْوَزير ليعلم الْملك أَنهم إِن لم تردهم هيبته عني لم تردهم عَنهُ وسأقيه بنفسي آيسا من النجَاة فليحذرهم الْملك على نَفسه إِن اجترؤا بِالْقَتْلِ ثمَّ إِن الْوَزير أحضر وُجُوه أهل تِلْكَ المملكة وولاة أَحْكَام رعاياه وأفاضلها فَلَمَّا اجْتَمعُوا فِي منزله قَامَ فيهم خَطِيبًا ثمَّ بالدعوة إِلَى التَّوْحِيد فتواثبوا عَلَيْهِ فَقَتَلُوهُ ثمَّ أَتَوا إِلَى الْملك فأخبروه بِمَا كَانَ من وزيره فأظهره لَهُم الرضى بقتْله فانقلبوا عَنهُ راضين ثمَّ إِن الْملك ضَاقَ صَدره على وزيره فَلَمَّا كَانَ اللَّيْل لبس مسح الشّعْر والتحق بالرهبان ونبذ مَا كَانَ فِيهِ من الْملك وَلم يزل يعبد الله حَتَّى قضى نحبه