(من رآنا فليحدث نَفسه ... أَنه موف على قرن زَوَال)
(وصروف الدَّهْر لايبقى لَهَا ... وَلما تَأتي بِهِ صم الْجبَال)
(رب ركب قد أناخوا حولنا ... يشربون الْخمر بِالْمَاءِ الزلَال)
(عمروا دهرا بعيش حسن ... أفن رَبِّي دهرهم غير عِجَال)
(ثمَّ أضحوا عصف الدَّهْر بهم ... وكذاك الدَّهْر حَالا بعد حَال)
فَلَمَّا انْتهى الْملك إِلَى قصره الْتفت إِلَى عدي وَقَالَ قد علمت أَن الْمقْبرَة والشجرات لَا يتكلمن وَإِنَّمَا قصدت بذلك عظتي وَقد حصلت الموعظة فَإِذا كَانَ السحر أحضر عِنْدِي فَإِن عِنْدِي خيرا حَتَّى أطلعك عَلَيْهِ فَلَمَّا كَانَ وَقت السحر حضر عِنْده عدي فَوَجَدَهُ قد لبس مسوح الشّعْر وَأخذ أهبة السياحة فودع عديا ثمَّ ارْتقى إِلَى جبل فَلم يزل هُنَاكَ يعبد ربه حَتَّى لحق بِهِ رَحمَه الله تَعَالَى