الْبَاب الْعشْرُونَ فِي الْحَث على اسْتِمَاع المواعظ وقبولها من النساك

اعْلَم أَن اسْتِيلَاء الدُّنْيَا على الْمُلُوك وإقبالها عَلَيْهِم رُبمَا شغلهمْ عَن أَمر الْآخِرَة وأغفلهم عَن مهمات الدّين فيجنحون إِلَى اللَّذَّات ويهملون أَمر الديانَات لِأَن النُّفُوس مطبوعة على الْميل إِلَى الترف وإيثار التنعم وَكَرَاهَة التَّكْلِيف فَلَا يَنْبَغِي أَن تَخْلُو مجَالِسهمْ من عُلَمَاء الدّين وأصالح المتنسكين لينهوهم عِنْد طريان الْغَفْلَة ويذكروهم عِنْد ضراوة الشَّهْوَة ويوضحون لَهُم نهج الْآخِرَة ومعالم الشَّرِيعَة وَقد كَانَ ذَلِك شعار الْمُلُوك الغابرين وَالْخُلَفَاء الرَّاشِدين فِي مجَالِسهمْ الْحُكَمَاء واستماع مواعظ الْعلمَاء وَكَانُوا فِي ذَلِك ثَلَاث طَبَقَات

فَمنهمْ طبقَة لما سمعُوا الموعظة والتذكير نبذوا ملك الدُّنْيَا

طور بواسطة نورين ميديا © 2015